Tanbihul Muta'allim Karya K.H. Ahmad Maisur Sindi

Table of Contents

الحَمدُ لِلهِ جَلَّ ذِكرُهُ وَصَلَا 1 تُهُ السَّلَامُ عَلَى كَنزِ العُلَا كَمَلَا

مُحَمَّدٍ آلِهِ وَصَحبِهِ النُّجُمُ 2 هَذَا كِتَابٌ حَوَى آدَبَكَ الفُضَلَا

لِطَالِبِ العِلمِ يَنبَغِي إذَا حَضَرَا 3 مَجلِسَ عِلمٍ تَطَهُّرٌ كَـمَا فَعَلَا

لُبسُ ثِيَابٍ نَظِيفَةٍ وَقَد طَهُرَتْ 4 تَطَيُّبٌ وَاستِيَاكٌ جَاوَ قَد جَمُلَا

يُعِدَّ مَا هُوَ مُحتَاجٌ إلَيهِ لَدَى 5 تَعَلُّمٍ كَي يَكُونَ حَاضِرًا كَـمُلَا

وَليَجلِسَنْ فِي وَقَارٍ هَيبَةٍ بِـمَكَا 6 نٍ بَارِزٍ لَائِقٍ يَعتَادُ قَد قَبَلَا

يَفتَحُ يَختِمُ مَجلِسًا بِحَمدَلَةٍ 7 ثَمَّ صَلَاةِ النَّبِي تَوفِيقَهُ سَأَلَا

يُصغِي لِـمَا شَيخُهُ يُلقِيهِ مُعتَنِيًا 8 الفَهمَ يَكتُبُ بِالتَّـقيِيدِ مَا شَكَلَا

يَعُودُ فَالدَّرسَ آنِفًا يُرَاجِعُهُ 9 حَتَّى يَكُونَ إلَى الضَّمِيرِ مُنتَقِلَا

كَذَاكَ قَبلَ حُضُورِ الثَّانِ جَدَّدَهُ 10 حِفظًا لِأَن حَلَّ فِي الصَّدرِ قَدِ انعَقَلَا

وَليَكُ مُستَعمِلًا بِحَسَنِ الـخُلُقِ 11 عَالِي الـمَآدِبِ لِلمَعَالِ مُرتَحِلَا

مَن طَلَبَ العِلمَ بِالشَّرعِ فَقَد طَلَبَا 12 أَعلَى أُمُورِ الدُّنَا وَالدِّينِ مُشتَغِلَا

وَليَكُ مَطعَمُهُ حِلًّا وَمَلبَسُهُ 13 آلَاتُهُ يَستَـنِرْ طَوِيَّهُ صَقِلَا

وَليُقلِلَنَّ مُبَاحَاتٍ وَيَـجتَنِبَا 14 عَنِ الـمَآثِمِ مَأْثَـمٌ صَدَا نَزَلَا

قَالَ ابنُ إدرِيسَ لَايُفلِحُ مَن طَلَبَا 15 اَلعِلمَ مَع عِزَّةٍ وَوُسعَةٍ حَمَلَا

وَليَكُ بَرًّا لِوَالِدَيهِ مُـجتَهِدَا 16 وَدَاعِيًا مُهدِيًا مِن بَعدِ مَا انتَقَلَا

وَليَعتَقِدْ بِـجَلَالَةِ الـمُعَلِّمِ مَعْ 17 رُجـحَانِهِ كَي يَكُونَ مُفلِحَا قَبَلَا

وَلـيَتَـحَرَّ رِضَا أُستَاذِهِ وَكَذَا 18 تَـعظِيمَهُ مُخلِصًا يَـكُن مِنَ الفُضَلَا

اَلبَيهَقِي مِن أَبِي هُرَيرَةٍ رَفَعَا 19 تَوَاضَعُوا مَن تَعَلَّـمُونَ مِنهُ عَلَا

وَكَانَ عِندَ الـمُغِيرَةِ مَهَابَةُ اِبْــ 20 ـرَاهِيمَ مِثلَ مَهَابَةِ الأَمِيرِ وَلَى

لَايُضجِرَنهُ فَإنَّهُ لَهُ خَلَلُ 21 خَشيَةَ أَن يُحرَمَ انتِفَاعُ مَن فَعَلَا

وَليَكُ مُستَأذِنًا إذَا تَعَذَّرَ مِنْ 22 دُخُولِهِ مُعلِنًا عُذرًا بِهِ نَزَلَا

وَليُفرِغِ الـجُهدَ فِي التَّحصِيلِ اَن حَصَلَا 23 وَلَم يَنَلْهُ بِرَاحَةٍ أَتَى عَطَلَا

وَليَعرِفَنْ لَفظَهُ لُغَتَهُ وَكَذَا 24 اِعرَابَهُ وَمَعَانِيَ الَّذِي شَمِلَا

نُطقًا وَفَهمًا مُحَقِّقَ الـجَمِيعِ وَمُتْـ 25 ـقِنًا لِحِفظِ وَكَتبَةِ الَّذِي شَكَلَا

مَن كَانَ مُقتَصِرًا عَلَى كِتَابَـتِهِ 26 سَمَاعِهِ أَتعَبَ النَّفسَ وَجَاءَ وَلَا

وَليَـبحَثَنْ أَهلَ عِلمٍ بِالمُذَاكَرَةِ 27 هِي حَيَاةُ العُلُومِ قَالَهُ الفُضَلَا

وَليَحفَظَنْهُ بِتَدرِيجٍ بِمَسأَلَةٍ 28 مِن بَعدِ مَسأَلَةٍ مَهلًا يَنَلْ أَمَلَا

مَن طَلَبَ العَلمَ جُملَةً فَقَدْ طَلَبَا 29 يَفُوتُهُ العِلمُ جَملَةَ يَضِعْ عَمَلَا

وَليَكُ أَوقَاتَهُ مُوَزَّعًا لِيَفِي 30 بِـمَا لَـهَا مِن حُقُوقِهَا فَـمَا عَطَلَا

مُرَتِّبًا لِلأُمُورِ جَاعِلًا أَحَدَا 31 اَلأَشيَا مَكَانًا يُعَادِي كَسَلَا مَلَلًا

وَليُكثِرِ الدَّرسَ لَيلًا بِـمُطَالَعَةٍ 32 مُغتَنِمًا سَحَرًا كَي يُدرِكَ العُقَلَا

وَليَحذَرِ الحَرصَ فِي الحَفظِ تَحَمُّلِهِ 33 عَلَى تَسَاهُلِهِ أَن كَانَ قَد سَهُلَا

لاَيَمنَعَنْهُ الـحَيَاءُ الكِبرُ فِي الطَّلَبِ 34 مِن أَخذِهِ العَلمَ مِمَّنْ دُونَهُ نَزَلَا

لَم يَـنَلِ العِلمَ مُستَحيٍ وَلَامُتَكَبْـ 35 ـبِّـرٌ وَلَاالمَاءُ سَالَ صَاعِدًا جَبَلَا

مَن لَيسَ مُحتَمِلًا ذُلَّ التَّعَلُّمِ سَا 36 عَةً فَفِي ذِلَلِ الجَهلِ بَقِي طِوَلَا

وَليُصلِحَنْ نِيَّةَ العِلمِ بِحَيثُ يَكُو 37 نُ مُخلِصًا لَم يُرِدْ عَرضَ الدُّنَا سَفُلَا

مُبتَعِدًا عَن مَحَبَّةِ الرِّيَاسَةِ تَعْـ 38 ظِيمِ الأُنَاسِ وَمَدحِهِمْ لَهُ جَزُلَا

مَن طَلَبَ العِلمَ لِلّهِ وَمَا طَلَبَا 39 اِلَّا الدُّنَا لَم يَجِدْ عَرفَ الجِنَانِ جَلَا

وَليَحذَرَنْ أَنْ يُمَارِيَ بِهِ وَيُرَا 40 ئِيَ بِهِ وَيُبَاهِيَ بِهِ خُيَلَا

وَليُـعمَلَنَّ بِـمَا سَمِعَ مِن جُمَلِ 41 عِلمِ العِبَادَاتِ وَالأَدَابِ مَا فَضُلَا

فَذَا زَكَاةُ العُلُومِ سَبَبٌ وَصَلَا 42 لِـحِفظِهَا مَن أَرَادَهُ أَتَى عَمَلَا

وَليُرشِدَنَّ إلَى العِلمِ إذَا ظَفَرَا 43 بِهِ وَلَو كِلمَةً لِلهِ مَا بَخِلَا

إذَا الـمُعلِّمُ وَالطَّالِبُ قَد جَمَعَا 44 هَذِي الـخِصَالَ فَتَمَّتْ نِعمَةٌ جَزُلَا

صَبرُ الـمُعَلِّمِ وَالتَّوَاضُعُ الـخُلُقُ 45 النِّعمَةُ ادْرِ عَلَى طَالِبِهِ اشتَغَلَا

وَالعَقلُ لِلطَّالِبِ الفَهمُ الحَسَنْ أَدَبُ 46 اَلنِّعمَةُ ادرِ عَلَى الـمُعَلِّـمِ احتَفَلَا

اَلعِلمُ مُطلَقَةٌ العِلمُ بِالآخِرَةِ 47 ثُمَّ العُلُومُ الَّتِي تُقصَدُ سَبعَةُ لَا

عِلمُ الأُصُولِ اُصُولِ الدِّينِ أَفضَلُهَا 48 أَوِ العَقَائِدِ وَالتَّوحِيدِ فَاشتَغِلَا

عِلمُ القِرَاءَاتِ فَالتَّفسِيرُ فَالأَثَرُ 49 اَيِ الحَدِيثُ أُصُولُ الفِقهِ فِيهِ صِلَا

فَالفِقهُ ذَا بَعدَ أَن صَحَّتْ عَقَائِدُ كَا 50 أَهَمُّهَا مُنتَهَاهُ مَبدَأُ السُّبُلاَ

وَهُوَ عِلمُ التَّصَوُّفِ وَغَايَتُهَا 51 عِلمُ الحَقِيقَةِ فَاعلَمْ وَأَقِمْ نُزُلَا

سَابِعُهَا الطِّبُّ كَالفِقهِ أَهمِيَّةً 52 لَكِنَّهُم أَغفَلُوا مَا أَغبَنَ النُّبَلَا

الشَّافِعِي العِلمُ عِلمَانِ الفَقِيهُ لِلأَدْ 53 يَانِ الطَّبِيبُ لِلأَبدَانِ احذَرَنْ غَفَلَا

فَليَطلُبَنْهَا الأَهَمَّ فَالأَهَمَّ كَذَا 54 لاَيَفنَ فِي وَاحِدٍ عَنْ لَازِمٍ عَضَلَا

لَايَكتَفِي النَّحلُ فِي شَمعٍ يُضِي عَسَلٍ 55 يَشفِي بِـمَادَّةْ وَمِنْ مَوَادِّهَا حَفَلَا

فَاللهُ نَحمَدُ خَتمًا بِالصَّلَاةِ عَلَى 56 حَبِيبِهِ آلِهِ السَّلَامِ قَد كَـمَلَا